نشرت الزميلة "المصرى اليوم" يوم أمس 19/10/2014، خبرًا بالغ الخطورة يقول بالنص:"أضرب العشرات من أفراد الشرطة التابعين لمديرية أمن شمال سيناء عن العمل والخروج للخدمات، الأحد، احتجاجًا على استهداف زملائهم من قِبَل العناصر المسلحة". وقالت مصادر أمنية، إن الاعتصام شمل قطاع الأمن المركزى بالعريش، وقطاع الأمن المركزى برفح، وقسم شرطة الشيخ زويد، وعددًا من الإدارات الشرطية بالمحافظة. ورفض المعتصمون الخروج للخدمات الأمنية بمختلف الكمائن والمنشآت الحكومية، مطالبين بسرعة القبض على مرتكبى الحوادث الإرهابية التى طالت زملاءهم خلال الفترة الماضية، خاصة حادث المساعيد، الذى أودى بحياة 3 من زملائهم، وأصاب 9 آخرين بإصابات بالغة. كما طالب المعتصمون بنقلهم بطائرات خاصة أثناء القيام بإجازاتهم الشهرية، خلال رحلتى الذهاب والعودة، وذلك من مطار العريش إلى مطار القاهرة. وقام مدير أمن شمال سيناء، اللواء فؤاد عثمان، بلقاء المعتصمين بمعسكر قوات الأمن المركزى بالمساعيد، بجانب قيام نائبه اللواء على العزازى بلقاء المعتصمين بقسم شرطة الشيخ زويد، لفض اعتصامهم والتعرف على مطالبهم" انتهى. قطاع الشرطة فى مصر، رغم أنه مؤسسة مدنية، إلا أنه منذ تأسيسه يخضع للانضباط العسكري.. ويعتبر إضراب أفراده، سلوكًا بالغ الخطورة، ويعنى أن ثمة شيئًا جلالاً من الصعب احتماله أو السكوت عليه، حتى لو كان الثمن الإحالة إلى المحاكم العسكرية. لا شك فى أن الإضراب ورفض الخروج من المعسكرات إلى مقار الخدمات فى الأكمنة وغيرها، هى مغامرة قد تكلف الشرطى المضرب مستقبله.. غير أنه فيما يبدو كان قد بلغ به القلق والخوف فى أن يفاضل بين "مستقبله" و"حياته".. وهى مفاضلة ستحسم بالتأكيد لصالح الأولى. فما الذى دفع بهؤلاء إلى أن يكونوا فى مثل هذا الوضع غير المسبوق فى تاريخ الشرطة المصرية؟! وبحسب الخبر فإن "المعتصمين رفضوا الخروج للخدمات الأمنية بمختلف الكمائن والمنشآت الحكومية، مطالبين بسرعة القبض على مرتكبى الحوادث الإرهابية التى طالت زملاءهم خلال الفترة الماضية"، وهو مطلب غريب!!.. فمن المفترض أنهم هم (الشرطة) المكلفون بالقبض على الجناة.. فهى وظيفتهم ومهمتهم الأساسية.. فهل يعقل أنهم يتظاهرون ضد أنفسهم .. لأنهم هم (أنفسهم) مقصرون فى القبض على الجناة؟!.. أم هناك تقصير "متعمد" وتكاسل عن مطاردة الإرهابيين.. أم هناك أمور أخرى "مريبة" دفعت العشرات منهم إلى الإضراب ورفض الأوامر العسكرية؟! الوضع فى شمال سيناء شديد الغموض.. وفى ظل غياب الشفافية، فإن الخيال والتكهنات التى قد تتطور إلى شائعات.. ستكون هى مصدر المعلومات التى يتلقاها الرأى العام.. وهى فى مجملها سترسم صورة "سوداوية" عن الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب.. فى ظل الانتقادات الموجهة لصراع الأجهزة وانشغالها بالفوز برضا الرئيس أكثر من انشغالها بحماية الوطن.
المصدر
المصدر