كم منا ؟؟؟ يتحمل ؟؟ الحقيقة !!!!!
م / خالد غريب
لا اعلم من اين ابدأ بعد غياب عدة ايام ....فالملفات كثيرة بل اكثر من ان ترى دفعة واحدة ...فبالتأكيد ..حجمها يتعدى حدود ادراك الرؤية ....ولا سيما ان معظم الرؤى تم تحديدها وتحجيمها عبر عصور ظلام وتدشين جدران محكمة لها .... تضمن سجن فتات الامة بعد تقسيمها ... في تلك الكيانات التي تموج بصراعاتها المحلية الضيقة ..
الا انها لابد وان ترى مجمعة غير متفرقة ...
وتلك هي المعضلة الحقيقية لبني البشر .... واذا اعطينا الاعذار لجميع الامم في ذلك
فمن المستحيل ان نجد عذرا واحدا للمسلمين !!!!!
لان لدى هؤلاء المسلمون ما يضمن لهم ما هو خارج حدود هذا الادراك البشري
فبتغييب ذلك البعد الغيبي تماما من التحليل السياسي والاشتباك مع الواقع تحت مسميات غاية في الخداع استخدمتها كل الفرق المستقطبة من التيارات الاسلامية كل على حسب سجونه النفسية وتركيباته الشخصية الا انهم اشتركوا جميعا في شيئ واحد ...وهو
"نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون "
وان قال قائل ان هذا موجه لاهل الكتاب من قبلنا
قلنا بل تعدينا اهل الكتاب في ذلك الا ان الفرق الوحيد هو ان هذا الدين محفوظ من قبل الله عز وجل بخلاف ما قبله وما انزل على اهل الكتاب
وحقا وصدقا وضع الكتاب وراء الظهور (وهذا لا يعني انكاره ) بل تقديم الاهواء والتصورات المخادعة عبر جسر الفلسفات الحديثة والتراكمات المرضية لتضع الاوهام والامراض وقاذورات العقول ومخلفات الحضارات الخاصة بالامم السابقة وتبعات المؤامرات والاختراقات الفكرية لعمق النخب الاسلامية مكونة مسخ يقود الامة المفتتة السكرانة طواعية احتل هوالمقدمة الامامية بينما وضع الكتاب (ظهريا )
الشاهد ايها الاحبة
من ينتظر مني تحليلا او تكوين تصور ما عن الاحداث فليسعى جاهدا ان يمد يده برغم الصعوبات وينقل كتابه من خلف ظهره ويضعه في الامام
والسبب ببساطة
لان حدود رؤيتنا نحن للاحداث لن تتسع للاربع دوائر المحيطة بالمشهد
الاولى المحلية او دائرة الحدث
الثانية الاقليمية وتربصات الاحلاف الاقليمية
الثالثة العالمية وتحولات موازين القوى سياسيا وعسكريا واقتصاديا
الرابعة الحضارية التاريخية العقائدية
وبناءا عليه
الضمانة الوحيدة لفهم ما يدور وتلك التناقضات (في حال الكتاب ظهريا ) والتي هي في الواقع ليست بتناقضات (في حال الكتاب ليس ظهريا )
الاخوة الاحبة
ان ما يدور الان في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن والمغرب والجزائر وتونس وفلسطين والخليج والسودان والصومال وسائر بلدان المنطقة لهو ملف واحد وليست ملفات متعددة
بل اقول وبكل وضوح ان ملفات بلدان العالم اجمع الان اصبحت ملفا واحدا !!!! فكيف بالله عليكم يمكن استيعاب هذا الملف الضخم المتشابك كثيف التعقيدات
نعم يمكن بمنتهى السهولة في حالة واحدة كما سبق وذكرنا
السعي بكل قوة في جلب الكتاب من وراء ظهورنا ووضعه في الامام ....
اذا فما هي المشكلة الامر سهل جدا ؟؟؟؟؟
ابدا الامر في غاية الصعوبة وليس سهلا
لانك حين تأتي بالكتاب من وراء ظهرك لتضعه امامك عليك اولا تفريغ هذا ( الامام ) او المقدمة من انقاض ومخلفات الانحرافات العقائدية والمؤامرات
لانك ستصدم لا شك صدمات عنيفة وستتغير لك الالوان والاشكال وسترى الامور بشكل اخر (كأنك انتقلت الى عصر آخر وحضارة اخرى ) وستشعر يقينا بالغربة وهذا امرا بديهيا
اذا كم منا يمكنه تحمل تلك الصدمات ؟؟؟؟؟؟
وكم منا تشكلت نفسيته وعمقه الوجداني مدمنا تلك المخلفات الامامية ؟؟؟؟؟
الكثير والكثير والكثير ( الا من رحم ربي) وعلى رأسهم من يسموا النخب الاسلامية والدول الاسلامية بهياكلها الموجودة الان
ولذا اقول ان هناك نوعين من التحليلات السياسية
الاول : هو من يضع تلك التراكمات وانقاض الانحرافات الحضارية الحديثة كقاعدة المعايير لتكوين التصورات
الثاني : هو من يضع الكتاب امامه بعد ان جاهد جهادا كبيرا في الاتيان به من وراء ظهره ليمثل هو قاعدة معايير الرؤية
فأي التحليليين تريدون مني ؟؟؟؟؟؟
الاول يمكن استصاغته بسهولة وربما اسهل لانه سيكون محصلة القنوات الاخبارية والصحف ومهاترات الاطراف المتصارعة واكاذيبهم واهوائهم مهما كانت انتماءاتهم من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ويمثل الواقع المزيف الكاذب بل كثيف الاكاذيب
الثاني : صادم لا محالة برغم انه يمثل الواقع الحقيقي القدري الذي من المستحيل تغييره وهو نافذ لا محالة الا ان كل ما في الامر انه سيحاط دائما بسحب كثيفة من التضليل والحجب حتى لا يستفيق احد اليه
والسؤال هنا
كم صدمة تلقتها الامة او حتى تلقاها العالم في الاشهر القليلة الماضية ؟
وهل تمكن احدهم في تحليلها وفق معايير واقعهم وواقعنا المزيف ؟
وكم قنبلة دخان اطلقت بكثافة للتشويش على الواقع الحقيقي ؟؟؟؟؟
وبرغم ذلك تسير الاحداث وفق الواقع الحقيقي غير عابئة بتلك السحب الدخانية والتي من شأنها فقط عزل الناس عن رؤية الحقيقة
الاخوة الاحبة وحتى لا اطيل فقط اكرر نفس السؤال ؟؟
اي معايير واي انماط فكرية تريدون ان تكون هي قواعد تحليلاتنا للاحداث ؟
وهل لديكم القدرة على جلب الكتاب من خلفكم ووضعه في الامام وتحمل الصدمات الناتجة عن ذلك ؟
وكم منا يمكنه ان ينتقل فجأة من عالمه الى عوالم اخرى قد لا تتوفر فيها مواد وعناصر الادمان المتاحة حاليا ؟
واخيرا
كم منا يريد ان يلحق بطريق النجاة وسط هذه الفتن حالكة الظلام ؟؟؟؟
م / خالد غريب